BREAKING NEWS
latest

728x90

468x60

Saturday, May 24, 2014

كلمة فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية للشعب المصري بمناسبة انتخابات الرئاسة المصرية

Muslimedianews.com ~ نص الكلمة التي وجهها مفتي الجمهورية إلى المصريين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد

فانطلاقا من الحرص على حاضر الوطن ومستقبله والحفاظ على اللحمة الوطنية وأن ينعم كل مصري بالأمن والحرية والكرامة في وطن يسع جميع مكوناته لا فرق بين أبنائه بسبب لون أو جنس أو دين أو عرق ، وبدافع الحب لكل أبناء هذا الوطن ، ومن منطلق تحمل المسئولية الدينية والوطنية والأخلاقية والإنسانية أتقدم لكم بهذه الرسالة القصيرة.

يعلم الجميع أن مصرنا الغالية تعيش فترة حاسمة من تاريخها الآن وتنتظر مستقبلاً يعود بها إلى ريادتها الحضارية والعلمية والفكرية والسياسية بإذن الله، ويزيل عنها غبارًا خلفته سنوات كثيرة وتستقبل غدًا مشرقًا قوامه العدل والعمل والبناء والتنمية وسيادة القانون
ونحن مقبلون بعد أيام قليلة على استحقاق مهم وهو الانتخابات الرئاسية لذا فنحن نطالب جموع الشعب المصري العظيم بالحرص على المشاركة بقوة وإيجابية في هذه الانتخابات مراعاة لمصلحة البلاد واستقرارها، لأن هذه مسئولية جسيمة تقع على المواطنين تجاه بلدهم ووطنهم، لا ينبغي لهم تجاهلها أو إدارة ظهورهم لها

وعلى المصريين جميعا أن يتكاتفوا ويتعاملوا بإيجابية مع هذه الاستحقاقات الانتخابية المهمة، وأن يحكِّم كل مواطن ضميره ويختار من تتوافر فيه شروط القيادة والقدرة على إدارة شئون البلاد والعباد، كما عليهم أيضًا الالتزام بما ستسفر عنه نتائج هذه الانتخابات وما ستقرره اللجنة العليا للانتخابات، وندعوا الله عز وجل أن تتم الانتخابات وفق إرادة الشعب ومعبرة عن مستقبله وتطلعاته كي تسترد مصر مكانتها بين العالم

إن ما يفعله بعض الأشخاص من إطلاق فتاوى باطلة تحرم المشاركة في الانتخابات، محاولين فرض آرائهم الشاذة بالقوة في بعض الأحيان، إصرارا منهم على أنها هي الأفكار الصحيحة وما عداها خطأ محض وأنها من حقائق الدين أقول: إن هذه الآراء التي تحرم المشاركة مرفوضة تماما وتفتقر إلى المعايير المعتبرة في إصدار الفتوى التي من أهمها إدراك الواقع ومراعاة المآلات والمقاصد وتحقيق مصالح البلاد والعباد.

والقائمون على هذه الآراء الشاذة يحاولون بث الفتنة وروح الفرقة، وكل ذلك يعد خروجا على ما اجتمعت عليه الأمة في مصر ويمثل دعوة إلى الفتنة المحرمة بقوله تعالى: "والفتنة أشد من القتل"، وتشويها لهذا الدين الذي جاء ليجمع كل أفراد الأمة علي كلمة سواء.

وليعلم هؤلاء أن ما يبثونه من أقوال يطلقون عليها مسمى الفتوى وهى في الأصل دعوات تخريب وتحريض على الفوضى، ستقف لهم مصر بأزهرها ودار إفتائها ومؤسساتها الدينية والرسمية بالمرصاد، وسنكون بعون الله حائطا منيعا يحول دون تشويه سماحة الإسلام ووسطية أحكامه واعتدال مناهجه ، وستظل مصر شوكة في نحور الباغين والمعتدين سواء من الخارج أو الداخل، وستنكسر عليها أحلام الراغبين في تفرقة نسيجها الوطني والاجتماعي.

إن كل خطاب يخرج عن مقاصد الشريعة، فيؤدي إلى القتل، أو تخريب الأوطان، أو انتهاك القيم العليا للأخلاق فهو خطاب مرفوض جملة وتفصيلا، والخطاب الديني الصحيح هو الخطاب النبوي الرباني الإنساني، الراقي، الأخلاقي، الذي يستمع إليه الناس، فتهدأ نفوسهم ويحيدون عن نوازع الشر والخلاف، وهو خطاب يملأ القلوب سكينة، وهو خطاب يرجع على العباد والبلاد بالرحمة والراحة، خطاب ممتلئ بالعلم والحلم والبصيرة، يحفظ الأوطان، ويحترم الإنسان، وينشر العمران، ويزيد الإنسان قربا من ربه سبحانه

أبعث برسالتي هذه إلى المصريين إلي الشعب العظيم صاحب الحضارة، ذلك الشعب الذي ظل صامدا لا تؤثر عليه نوائب الدهر، وأقول له كن متفائلاً فمصر مقبلة على مرحلة جديدة وبالأمل والعمل والإيجابية والقيم الأخلاقية ستتجاوز إن شاء الله تحديات المرحلة.

نعم مصر تستشرف مستقبلها بالأمل، وتستجمع قواها بالإيمان بالله سبحانه وتعالى، ومن خلال سواعد أبنائها ستصل رسالة الأمل الفسيح والعمل الصحيح إلى الناس

إن هذا الشعب يمتلك إرادة قوية، وعلى الشعب كله أن يتكاتف من أجل الوقوف أمام هذا الخطر وتخطي المرحلة الحالية بالعمل الجاد على كل المستويات وإغلاق كل أبواب الفتنة ونطالب بالمشاركة البناءة وعدم السماح لأي شخص أو كيان بتهديد الدولة أو النيل من أمنها واستقرارها

وأنا على يقين بإذن الله بأن المشهد المرتقب في السادس والسابع والعشرين من الشهر الجاري سيكون انطلاقة قوية لعودة الاستقرار لبلدنا الحبيبة

فيا شعب مصر العظيم

مصر تناديكم فلبوا النداء الوطني بمسؤولية وأمانة 
حفظ الله مصر وجعلنا جميعا من أبنائها البررة
« PREV
NEXT »

No comments